صوباشي عريس - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


صوباشي عريس
هشام خاطر - 15\02\2010
جلّ ما كان يشغلني في الظروف النسوية هو إنتحال حواسي في محاولة منّي لإشتمام رائحة الإبط التي لطالما حلمت بها .. كانت قد تبرجت بكل ما أوتيت من مستحضرات التجميل, لا لإستقطاب أفكاري المشتتة فحسب, وعيوني التي كانت تلوح في سماء المقهى .. بل لتفادي أي خسارة لها معي أستنبطها من بين الكلمات, وأيضاً لإتاحة الأحلام لمزيد من المعجبين إذا أمكن .. فأنا وكما هي تعلم أرتدي حذاءً توقف إستيراده منذ أعوام لإنعدام جاذبيته ولسوء سمعة صانعيه .. وصلت وجلست على الطرف المقابل, بينما كنت قد أعددت مكاناً بجانبي يتّسع لها ولكلبها الطفيف الذي إلتقيته أول مرة أمام المكتبة العامة ينتظرها ريثما تعود من زيارة لصديقتها التي كانت تعمل هناك.. ذلك الكلب الذي كان يشاركني الرأي في صديقتها تلك, والذي كان يدفع بي للإعتقاد جازماً بأنني سأكون زوجها في المستقبل لوقوعها في حبه قبلي .. بدأت حديثها بتوبيخي بجديّة متعمدة لأنني إستهنت بقدرات خالها الجنسية, فهو لا ينجب إلا قططاً برّية يأتي بها من الحقول لسد هوّة عاطفية تشكّلت لديه بسبب عدم إنجابه للأطفال ولتحميل الآلهة أيضاً عرفاناً له بهذا الجميل, وكأن هذه القطط كانت تموء إليه بأن يتبناها وبأنها لم تكن تهنأ قبل لقائه بحياتها بين أفياء الكرز والليمون .. عاودت توبيخي ثانية ولكن هذه المرة لأنني طلبت لنفسي كأساً من القهوة, فما معنى أن أطلب سبعة فناجين من القهوة بينما بإستطاعتي أن أدمجها في كأس واحد يلبي حاجتي في تضييع أثمن الفرص عليها في رؤية ذلك النادل السمج صديقها .. وتوالت النصائح والتوجيهات في طرق الحديث وفي إبتكار أساليب جديدة من شأنها أن تستأصل بعضاً من همجيتي في التعامل مع من حولها .. حين أنهت حديثها, أشرت إليها بأنني سأكون على جاهزية قصوى لأي إستعطاف طاريء, وأنني سأكون الفارس المنتظر لفتاة تحلم ببورجواز في عصر الفقراء مثلي.